
دليلك الشامل في قضايا حيازة المخدرات بقصد التعاطي بالسعودية (1447هـ)
إخفاء
- المراحل التي تمر بها قضية حيازة المخدرات
- كم تستغرق مرحلة التحقيق في قضية المخدرات؟
- ما هي عقوبة حيازة المخدرات بقصد التعاطي في السعودية؟
- التعاطي أم الحيازة؟ فهم الفرق الذي يحدد مصير قضيتك
- متهم بالتستر؟ عندما تكون في المكان الخطأ في الوقت الخطأ
- حاسبة عقوبات المخدرات
- أساس البراءة: كيف يتم الطعن في أدلة قضية المخدرات؟
- الاعتراف: هل هو طوق نجاة أم فخ محكم؟
- البراءة ليست مستحيلة: أهم الأسباب النظامية للخروج من قضية المخدرات
- مذكرة الدفاع: سلاحك الأول والأهم أمام المحكمة
- صدر ضدك حكم؟ المعركة لم تنتهِ بعد.. دليلك للاستئناف والتقاضي
- الاسترحام: باب الأمل لطلب الرأفة وتخفيف العقوبة
لحظة القبض عليك في قضية حيازة مخدرات بقصد التعاطي هي بلا شك من أصعب اللحظات التي قد تمر بها، والقلق من عقوبة السجن هو الهاجس الأول الذي يسيطر على تفكيرك.
ولكن قبل أن نتعمق في النصوص النظامية والعقوبات، دعنا نبدأ من النهاية: النتيجة التي تسعى إليها.
شاهد بنفسك كيف يمكن للدفاع القانوني المُحكَم أن يغير مسار القضية بالكامل، فهذا حكم حقيقي بالبراءة حصلنا عليه لأحد موكلينا بعد إثبات بطلان الاتهام، وعدم صحة الأدلة المستند إليها من النيابة العامة:

وهنا حكم آخر بـ وقف تنفيذ العقوبة لموكل آخر، شاب في مقتبل العمر، بعد أن قدمنا للمحكمة ما يثبت ندمه وصلاح حاله وأسبابًا قوية تدعو للرأفة:

المراحل التي تمر بها قضية حيازة المخدرات
نُقدِر الشعور السيء الذي يُحيط بالمتهم أو ذويه بسبب الوقوع في مثل هذه الإشكالية ابتداءً، وما يزيد الوضع سوءًا هو عدم المعرفة بالإجراءات التي ستتم في القضية، فيكون الوضع أشبه بالسير نحو المجهول، ولا شك أن هذا أمرٌ صعبٌ للغاية، ومن هذا المنطلق؛ فلقد حرصنا على أن نُبين جميع المراحل التي تمر بها القضية من بدايتها وحتى نهايتها، وذلك على التفصيل التالي:

1- القبض على المتهم: دائمًا ما تبدأ القضية بأن يُضبَط مع المتهم أي نوع من المخدرات في حوزته سواء أكانت مُخبئةً في ملابسه أو مُمسكًا بها في يده، أو كانت مُلقاةً في سيارته التي يقودها، أو لو كان المتهم مُجرَد مرافقًا للسائق الذي وجد في سيارته المخدرات، بل وفي بعض الأحيان يتم ضبط المتهم إذا عُثِر على المُخدرات ملقاة على الأرض بمكان قريب منه، على اعتبار أنه قد يكون هو من ألقاها، ففي جميع هذه الحالات يتم توقيف المتهم، ثم يُحال إلى إدارة مكافحة المخدرات.
2- التحقيق وسماع الأقوال: بعد توقيف المتهم فإنه يتم التحقيق معه، وتوجه إليه الأسئلة عن مدى علاقته بالمخدرات المضبوطة، وما إذا كان يُقر بها أم يُنكرها، وكذا سؤاله عن قصده من الحيازة هل للتعاطي أم للترويج والإتجار، وأيضًا يُسأل عن مصدر هذه المخدرات، وعن مدى استعداده للتعاون مع رجال الضبط في القبض على المروجين.
3- العرض على النيابة العامة: في هذه المرحلة يتم استدعاء المتهم للجلوس مع المُحقق، الذي يبدأ في استجواب المتهم، ويوجه له الأسئلة عن الاتهام، وهي لا تختلف كثيرًا عن ذات الأسئلة الموجهة إليه أثناء التحقيق بالمرة الأولى.
4- الإفراج المؤقت: بعدما ينتهي المُحقق بالنيابة العامة من استجواب المتهم يكون للمُحقق السلطة التقديرية إما بإحالته إلى السجن سواء سجن حائر أو الشميسي أو غيرهما، وغالبًا ما يكون ذلك في حال ضبط مخدر (الشبو) مع المتهم، أو أي مخدر آخر ولكن بكميات كبيرة أو متنوعة، أو كان هناك سوابق على المتهم، أما بخلاف ذلك كما لو كان المخدر من مادة الحشيش، أو كانت الكمية المضبوطة ضئيلة جدا لا تتجاوز بضعة جرامات وكانت المرة الأولى للمتهم؛ فغالبًا يتم الإفراج عنه، ويتم استكمال القضية وهو مفرج عنه.
5- المحاكمة: سواء تم الإفراج المؤقت عن المتهم أم لم يتم؛ فإن النيابة العامة ستقوم بإحالة القضية للمحكمة الجزائية المُختصة؛ حيث ستكتب النيابة “لائحة الادعاء العام” التي تتضمن تفصيل الاتهامات الموجهة من (حيازة، تستر، تعاطي)، والأدلة المستند إليها في توجيه هذه الاتهامات، والعقوبات المطلوب تطبيقها على المتهم، وإنه بمجرد إحالة القضية للمحكمة؛ ستصل رسالة نصية إلى جوال المتهم برقم القضية وتاريخ موعد الجلسة المُحددة لنظر الدعوى، علمًا بأن الحضور يكون عن بُعد من خلال منصة ناجز.
6- مذكرة الدفاع الأولى: قبل حلول موعد الجلسة؛ يتعين على المتهم أو المحامي الموكل عنه في القضية أن يقوم بصياغة مذكرة الدفاع، والتي تتناول الرد على جميع الاتهامات الموجهة، وكذلك الرد على الأدلة المستند إليها، والسرد التفصيلي للدفوع النظامية والشرعية والواقعية المتناسبة مع وضع القضية، ثم تُرفع هذه المذكرة من خلال الطلبات على “منصة ناجز“، وسنتناول أهمية وآلية كتابة تلك المذكرة بعد قليل، فتابع القراءة…
7- المرافعة وصدور الحكم الابتدائي: يحضر القاضي في موعد الجلسة ويقرأ دعوى النيابة العامة على مسمع الحاضرين في الجلسة، ثم يوجهها إلى المتهم أو محاميه الحاضر عنه، ويطلب منهم القاضي الإجابة على الدعوى، وبعد جواب المتهم أو المحامي، إما أن تُحدد المحكمة موعد جلسة للنطق بالحكم مباشرةً، وإما أنها قد تؤجلها إذا كانت الدعوى غير مهيئة للفصل فيها، ومثال ذلك أن يكون المتهم مُنكرًا لكافة الاتهامات بجميع مراحل الدعوى سواء التحقيق أو الاستجواب أو أمام القاضي، فهنا تقوم المحكمة بتوجيه النيابة العامة بإحضار مزيد من البينة، وغالبًا ما تطلب النيابة المهلة لاستدعاء الشهود من رجال الضبط، وعلى كل حال إذا أصدر القتضي حكمه بعدم الإدانة؛ فإنها تصدر قرارًا بالإفراج فورًا عن المتهم.
8- الاستئناف: بعد صدور الحكم الابتدائي يكون من حق المتهم وكذلك النيابة العامة تقديم الاعتراض على الحكم، وهو ما يسمى بـ”طلب الاستئناف“، وبالنسبة للإجراءات التي تتم في هذه المرحلة، وكذلك آلية وأهمية كتابة مذكرة الاعتراض، كل ذلك سنتناوله تفصيلًا بعد قليل، وفي العموم فإنه بعد تقديم اعتراض على الحكم الابتدائي، تنظره محكمة الاستئناف ثم تصدر حكمها إما بقبوله أو برفضه.
9- الطعن بالنقض: بعد صدور حكم الاستئناف يكون من حق المتهم وكذلك النيابة العامة تقديم طلب طعن بالنقض على هذا الحكم الاستئنافي، ويُنظَر الطلب أمام المحكمة العليا، ومدة طلب النقض في قضايا المخدرات هي (30) يوم تبدأ من تاريخ صدور حكم الاستئناف.
المعلوما الحاسمة في هذا الشأن وهي تخص المتهمين المفرج عنهم، أن الحكم لا يكون واجب النفاذ إلا بعد اكتسابه الصفة القطعية، ولا يكون ذلك إلا بعد صدور قرار المحكمة العليا بتأييد الحكم الاستئنافي، أو مرور مدة ٣٠ يوم من تاريخ صدور حكم الاستئناف دون تقديم طلب نقض سواء من المتهم أو النيابة العامة.
كم تستغرق مرحلة التحقيق في قضية المخدرات؟
منذ لحظة الإيقاف، تبدأ فترة من الترقب والقلق، ويكون السؤال الأهم في ذهنك هو: “متى ستنتهي مرحلة التحقيق وتتضح الصورة؟”.
بشكل عام، ووفقًا للممارسة العملية، تستغرق إجراءات التحقيق الأولية في معظم قضايا حيازة المخدرات بقصد التعاطي فترة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين، وفي بعض الحالات قد تمتد لأسابيع قليلة قبل إحالة القضية إلى المحكمة المختصة.
لكن، هل هذه المدة ثابتة؟ الإجابة هي لا. فالمدة الفعلية تعتمد على عوامل حاسمة مثل تعقيدات القضية، انتظار نتائج تقارير المختبر الجنائي، وعدد الأطراف المتورطين. الأهم من معرفة المدة هو فهم ما يحدث خلالها وما هي حقوقك النظامية.
ما هي عقوبة حيازة المخدرات بقصد التعاطي في السعودية؟
ينص نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في مادته (41) على أن عقوبة حيازة المخدرات بقصد التعاطي هي السجن لمدة تتراوح بين 6 أشهر وسنتين، بالإضافة إلى عقوبات تبعية مثل المنع من السفر للسعوديين، أو الإبعاد لغير السعوديين.
لكن هذه الأرقام لا تروي القصة كاملة، فالقاضي يمتلك سلطة تقديرية واسعة، ويعتمد في حكمه على عدة عوامل أهمها نوع وكمية المخدر، ظروف الضبط، والأهم من ذلك كله: هل هذه هي المرة الأولى للمتهم؟
1. عقوبة الحيازة لأول مرة: فرصة كبيرة للتخفيف
إذا كانت هذه هي القضية الأولى لك، فإن فرصتك في الحصول على حكم مخفف تكون عالية جدًا، فالمُنظِم السعودي والقضاء ينظران بعين الاعتبار للمتهم الذي ليس له سوابق.
من واقع خبرتنا، ومع تقديم دفاع قانوني مدروس يركز على ظروفك الخاصة، يمكن للمحكمة أن تنزل عن الحد الأدنى للعقوبة (6 أشهر)، وقد يصل الحكم إلى شهر واحد أو شهرين، أو حتى وقف تنفيذ العقوبة بالكامل، مما يعني أنك لن تقضي يومًا واحدًا في السجن.
ولكن، كيف يتم إقناع القاضي بذلك؟ وما هي الدفوع التي يجب تقديمها؟ لقد فصلنا كل هذه الجوانب في دليل متخصص.
2. عقوبة الحيازة للمرة الثانية: هل التشديد حتمي؟
وجود سابقة جنائية يعتبر نظامًا من موجبات تشديد العقوبة. ومع ذلك، فإن الحكم بعقوبة مشددة ليس أمرًا حتميًا، حتى في حالة التكرار، لا يزال لدى القاضي سلطة تقديرية واسعة للنظر في ملابسات القضية الجديدة.
فالدفاع القانوني القوي يمكن أن يسلط الضوء على أسباب تدعو للتخفيف رغم وجود السابقة، مثل الفترة الزمنية الطويلة منذ القضية الأولى، أو ظروفك الاجتماعية والصحية، فالهدف هو إقناع المحكمة بأنك تستحق فرصة أخرى.
لفهم فرص التخفيف المتاحة وكيفية التعامل مع قضية التعاطي للمرة الثانية، ننصحك بقراءة دليلنا المفصل.
3. ماذا عن العسكريين؟ عقوبات خاصة وإجراءات فصل من الخدمة
بالنسبة للعسكريين، فإن عقوبة السجن الأساسية هي نفسها التي تطبق على المواطن العادي. ولكن، القضية لا تتوقف عند هذا الحد، فالصفة العسكرية تعتبر من الظروف المشددة للعقوبة أمام المحكمة، والأخطر من ذلك هو العقوبات التأديبية التي تتبع الحكم القضائي، والتي قد تصل إلى الفصل من الخدمة العسكرية.
هذا الأمر يجعل موقف العسكري حساسًا للغاية ويتطلب استراتيجية دفاع مزدوجة: الأولى أمام المحكمة الجنائية لتخفيف الحكم، والثانية أمام جهة العمل لتجنب الفصل.
التعاطي أم الحيازة؟ فهم الفرق الذي يحدد مصير قضيتك
قد تبدو الكلمتان مترادفتين، لكن في النظام السعودي، الفرق بين “التعاطي” و”الحيازة بقصد التعاطي” هو فرق جوهري يغير شكل العقوبة ومستقبل القضية بالكامل.
1- جريمة الحيازة بقصد التعاطي: تحدث بمجرد وجود المادة المخدرة معك، سواء تعاطيتها أم لا، وعقوبتها كما ذكرنا هي السجن من 6 أشهر إلى سنتين.
2- جريمة التعاطي المجرد: تثبت بفعل التعاطي نفسه (عبر تحليل أو إقرار)، وعقوبتها “تعزيرية” يترك تقديرها للقاضي، وغالبًا ما تكون أخف.
الخطر الحقيقي: متى تتحول القضية إلى “حد المسكر”؟
هنا يكمن المنعطف الأخطر، فإذا كانت أو أي نوع من الكحوليات، فقد ينتقل التكييف القانوني من تهمة تعاطٍ عادية إلى المطالبة بتطبيق “حد المسكر” الشرعي.
هذا الحكم لا يقتصر على الجلد، بل يترتب عليه تبعات مدمرة مثل الفصل من الوظائف الحكومية والعسكرية وتسجيل سابقة تمنع التوظيف مستقبلًا.
فهم هذه الفروقات الدقيقة هو خط الدفاع الأول. لقد خصصنا دليلًا كاملًا لشرح هذا الموضوع المعقد، لشرح كامل للفروقات والعقوبات، اقرأ عن:
هل يمكن أن يسقط حكم المخدرات؟
حتى بعد صدور الحكم، لا يزال هناك أمل، فالنظام يتيح عدة فرص قد تؤدي إلى إسقاط العقوبة بالكامل وعدم تنفيذها، هذه ليست مجرد آمال، بل هي مسارات قانونية محددة.
بشكل موجز، يسقط الحكم في حالات مثل صدور عفو ملكي (خاصة في رمضان)، أو الحصول على عفو من الإمارة، أو بصدور حكم نهائي بالبراءة بعد مراحل التقاضي.
كل حالة من هذه الحالات لها شروطها وإجراءاتها الخاصة التي تتطلب معرفة دقيقة ومتابعة حثيثة.
متهم بالتستر؟ عندما تكون في المكان الخطأ في الوقت الخطأ
كثيرًا ما يتم اتهام شخص بريء بتهمة “التستر على متعاطي مخدرات” ليس لأنه ساعد الجاني، بل لمجرد أنه كان برفقته أثناء القبض عليه، سواء كان صديقًا، قريبًا، أو حتى مجرد مرافق عرضي، هذا الموقف يضع الشخص في دائرة الاتهام ظلمًا، ويثير قلقًا شديدًا حول العقوبة المحتملة.
العقوبة النظامية للتستر هي عقوبة “تعزيرية” يترك تقديرها للقاضي، وغالبًا ما تكون السجن لعدة أشهر.
لكن الخبر الجيد هو أن إثبات البراءة في تهمة التستر أمر ممكن جدًا، بل وغالبًا ما يكون أسهل من قضايا الحيازة المباشرة. فأساس هذه الجريمة هو “العلم”، ومهمة الدفاع القانوني المحترف هي إثبات أنك لم تكن تعلم بوجود المخدرات.
فكيف تثبت براءتك؟ وما هي الدفوع القانونية التي تقنع بها المحكمة؟ لقد قمنا بتغطية كل هذه الجوانب في دليل متخصص.
وأخيرًا فيما يخص العقوبات، ومن باب التيسير عليكم؛ نشارككم هذه الحاسبة التي توضح لكم العقوبات المقررة لجميع الجرائم الموجهة إلى المتهم، كل ما عليكم هو اختيار الخيارات التي تُعبر عن قضيتكم، وستقوم الحاسبة ببيان كافة العقوبات:
حاسبة عقوبات المخدرات
أنواع الجرائم الموجهة من النيابة:
حيازة بقصد التعاطي
تعاطي المادة المخدرة
التستر على مصدر المُخدِر
نوع المُخدِر المضبوط:
حشيش
حبوب مخدرة
الشبو
مُسكِر
احسب العقوبة
أساس البراءة: كيف يتم الطعن في أدلة قضية المخدرات؟
“الأصل في الإنسان البراءة” وهذا ليس مجرد شعار، بل هو المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه العدالة، إذ لا يمكن إدانتك إلا إذا قدمت النيابة العامة “بينة” أو دليلاً قاطعًا وسليمًا من أي شك أو تناقض.
تشمل هذه الأدلة كل ما يُقدم للمحكمة، مثل: المضبوطات المادية، تقارير المختبر الجنائي، اعتراف المتهم (إذا كان طوعيًا)، والأهم من ذلك كله: شهادة الشهود، وخاصة شهادة رجال الضبط الذين باشروا القبض.
ولكن، هل كل شهادة تُقبل؟ وهل كل دليل مادي يعني الإدانة حتمًا؟
الجواب هو لا، فمهمة المحامي المحترف هي تفكيك هذه البينة والبحث عن أي ثغرة أو تناقض يقدح في صحتها، هل شهادة الشاهد متناقضة؟ هل الأدلة باطلة؟ هل تم الحصول على الاعتراف بالإكراه؟ هذه الأسئلة هي مفتاح بناء دفاع قوي.
بما أن شهادة الشهود غالبًا ما تكون عمود القضية الفقري، فقد خصصنا لها دليلًا كاملًا يشرح كيف يمكن أن تكون هي نفسها مفتاح براءتك.
الاعتراف: هل هو طوق نجاة أم فخ محكم؟
في ضغط التحقيق، قد يبدو الاعتراف وكأنه أسرع طريق لإنهاء المعاناة، خاصة مع الوعود بالإفراج، ولكن في قضايا المخدرات، يمكن أن تكون كلماتك هي أخطر دليل ضدك، فالاعتراف الذي يؤخذ منك في التحقيق أو أمام النيابة، متى كان صحيحًا ومستوفيًا لشروطه، يُعد حجة قوية للمحكمة لإصدار حكم الإدانة.
وهنا تكمن النقطة الحرجة التي يغفل عنها الكثيرون: الاعتراف لا يعني دائمًا تخفيف العقوبة، في بعض الحالات، يكون الاعتراف هو السبب في تطبيق عقوبة أشد، مثل “حد المسكر”، أو تغيير وصف التهمة إلى جريمة أخرى عقوبتها أغلظ.
“لكنني أُجبرت على الاعتراف!” هذه الجملة نسمعها كثيرًا، ولكن إثبات الإكراه أمام القاضي أمر صعب للغاية ويتطلب أدلة قوية، وليس مجرد أقوال مرسلة.
لبراءة ليست مستحيلة: أهم الأسباب النظامية للخروج من قضية المخدرات
في خضم القلق والخوف من الإدانة، يظل السؤال الأهم هو: “هل هناك فرصة حقيقية للبراءة؟”، الجواب القاطع هو نعم. فالبراءة ليست هدفًا بعيد المنال، بل هي نتيجة يمكن تحقيقها عندما يستند الدفاع إلى أسس قانونية متينة وثغرات واضحة في أوراق القضية.
فالنظام لا يدين لمجرد الشك، لكي يصدر حكم بالإدانة، يجب أن تكون أركان الجريمة مكتملة والأدلة قاطعة. ومن هنا، تنبع أهم أسباب البراءة، والتي ترتكز غالبًا على هدم أحد أركان الاتهام، مثل:
- انتفاء القصد الجنائي: إثبات أنك لم تكن تعلم بوجود المادة المخدرة من الأساس.
- التناقض في أقوال الشهود: وخاصة شهود الإثبات من رجال الضبط.
- عدم كفاية الأدلة المادية: أو وجود شكوك قوية حولها.
كل سبب من هذه الأسباب هو عالم بحد ذاته، يتطلب خبرة في استخراجه من ملف القضية وتقديمه للمحكمة بشكل مقنع. ولهذا السبب، قمنا بإعداد دليل مفصل وشامل، دعمناه بأمثلة من أحكام قضائية حقيقية بالبراءة حصلنا عليها لموكلينا.
هل تنطبق عليك أي من أسباب البراءة؟
لقد قرأت للتو عن الأسباب النظامية التي قد تقود إلى البراءة. ولكن السؤال الأهم هو: ما هي نقاط القوة الحقيقية في قضيتك أنت؟ لقد قمنا بتطوير أداة تقييم حصرية تساعدك على اكتشاف فرصك خلال
مذكرة الدفاع: سلاحك الأول والأهم أمام المحكمة
كل ما تحدثنا عنه من أسباب للبراءة وثغرات في الأدلة لا قيمة له ما لم يتم تقديمه للمحكمة بشكل قانوني سليم ومقنع، وهنا يأتي دور الأداة الأهم في قضيتك: مذكرة الرد (أو “مذكرة الدفاع الأولى” كما تُسمى في منصة ناجز).
هذه ليست مجرد ورقة، بل هي فرصتك الأولى والأقوى لعرض قضيتك، فإنها الوسيلة التي يتم من خلالها تفنيد أدلة الاتهام، إبراز بطلان الأدلة، وشرح ظروفك الخاصة التي تدعو للرأفة.
مذكرة دفاع قوية ومكتوبة باحترافية هي الفارق بين رد مهمل وضعيف، ورد قانوني متين يلفت انتباه القاضي ويؤسس لحكم بالبراءة أو التخفيف. فكيف تُصاغ هذه المذكرة؟ وما هي الأركان التي يجب أن تتضمنها لتكون مؤثرة؟
صدر ضدك حكم؟ المعركة لم تنتهِ بعد.. دليلك للاستئناف والتقاضي
صدور حكم ابتدائي بالإدانة قد يبدو وكأنه نهاية الطريق، ولكنه في الحقيقة مجرد بداية لمرحلة جديدة وحاسمة من مراحل التقاضي: مرحلة الاستئناف، هذا هو حقك النظامي وفرصتك الثمينة لتصحيح مسار القضية.
وأول ما يجب أن تعرفه هو الإجابة على السؤال الأكثر شيوعًا: هل الاعتراض يشدد العقوبة؟ الإجابة هي لا، فالقاعدة القضائية الأساسية هي “لا يضار المعترض باعتراضه“. تقديمك للاستئناف لن يؤدي أبدًا إلى زيادة عقوبتك.
الاستئناف ليس مجرد إعادة لنفس القضية، بل هو فرصة لتقديم دفوع جديدة والتركيز على الأخطاء التي وقعت فيها المحكمة الابتدائية، مثل:
- الاعتماد على أدلة ضعيفة أو متناقضة.
- التشدد في العقوبة بشكل لا يتناسب مع ظروف القضية.
- الإخلال بحقك في الدفاع.
فهم كيفية صياغة لائحة الاعتراض، وما هي الأسباب التي يلتفت إليها قضاة الاستئناف، هو ما يحدد نجاح هذه المرحلة. وقد تمتد القضية بعد الاستئناف إلى مرحلة أعلى وهي “النقض” أمام المحكمة العليا.
لقد فصلنا كل هذه المراحل المعقدة في دليل شامل لمساعدتك.
الاسترحام: باب الأمل لطلب الرأفة وتخفيف العقوبة
بعد أن تقول المحاكم كلمتها، قد يظن البعض أن كل الأبواب قد أُغلقت، ولكن يبقى هناك باب إنساني ونظامي مفتوح: الاسترحام.
الاسترحام ليس طعنًا في الحكم لإثبات البراءة، بل هو مناشدة للرأفة، وطلب للنظر إلى ظروفك الإنسانية التي قد تدعو لتخفيف العقوبة أو حتى العفو عنها.
إنه صوت إنسانيتك الذي يصل إلى ولي الأمر وصاحب القرار، ويستند إلى ظروف خاصة مثل كونك العائل الوحيد لأسرتك، أو وجود تقارير طبية، أو إظهار الندم الصادق.
يمكن تقديم هذا الطلب في مراحل مختلفة:
- كجزء من مذكرة الدفاع الأولى أمام المحكمة.
- ضمن لائحة الاستئناف.
- أو كطلب مباشر يُرفع للإمارة أو الديوان الملكي بعد أن يصبح الحكم نهائيًا.
ولكن، لكي يكون هذا الطلب مؤثرًا، يجب أن يُصاغ بعناية فائقة، ويدعم بالوثائق الصحيحة، ويقدم للجهة المختصة في الوقت المناسب. فما هي شروط قبوله؟ وكيف تتم كتابته وتقديمه بشكل صحيح؟
الاستثمار في دفاعك: كيف تُحدد أتعاب المحامي في قضايا المخدرات؟
بعد اختيار المحامي المناسب، يأتي السؤال العملي الأهم: “كم ستكون التكلفة؟”، فمن حقك الكامل أن تفهم كيف يتم تحديد أتعاب المحاماة، وأن تكون على بينة تامة بالجانب المالي.
من المهم أن تعرف أن أتعاب المحاماة ليست رقمًا عشوائيًا، بل هي تقدير مدروس يعتمد على عوامل واضحة، أهمها:
- مدى تعقيد القضية: هل هي قضية حيازة بسيطة أم مرتبطة بجرائم أخرى؟
- خبرة المحامي وتخصصه: الخبرة في قضايا المخدرات تحديدًا تحدث فرقًا كبيرًا.
- المراحل التي ستشملها الخدمة: هل ستغطي مرحلة التحقيق فقط أم المحاكمة والاستئناف؟
فهم هذه العوامل لا يساعدك فقط على معرفة التكلفة، بل يمكّنك من تقييم أي عرض أتعاب يُقدم لك واتخاذ قرار مستنير.
لمساعدتك في هذا الجانب الهام، قمنا بإعداد دليل يوضح كل هذه العوامل بالتفصيل ويمنحك فهمًا أعمق لما تدفع مقابله، لفهم كامل للعوامل المؤثرة،